عالم الذرة المصري الدكتور عزت عبدالعزيز ل 'الاخبار':
صفحة 1 من اصل 1
عالم الذرة المصري الدكتور عزت عبدالعزيز ل 'الاخبار':
عالم الذرة المصري الدكتور عزت عبدالعزيز ل 'الاخبار':
الطاقة النووية 'حتمية' لأنها الأوفر والأكثر أمانا
قرار مبارك بتنفيذ البرنامج استراتيجي.. ويكفل الارادة السياسية لبدء العمل
حوار: صفاء نوار
عصام السباعي
تواصل 'الأخبار' سلسلة موضوعاتها في حملتها المستمرة حول البرنامج المصري لتوليد الطاقة النووية، الذي أعلن الرئيس حسني مبارك بدء تنفيذه، وتحاول رصد نقاط جديدة واثارة قضايا اخري في هذا الملف المهم لمستقبل اجيالنا القادمة
وفي حوار مع الدكتور عزت عبدالعزيز خبير وعالم الذرة اكد ان قرار الرئيس مبارك ببدء البرنامج قطع أهم خطوة وهي القرار السياسي والارادة السياسية لتحقيق هدف توليد الطاقة النووية التي وصفها بأنها الأكثر امانا والاوفر التي تكفل تأمين احتياجاتنا من قضية العصر وهي الطاقة.
وبخبرات السنين في مصر ودول العالم يأتي ذلك الحوار مع العالم المصري الذي تتعدد ألقابه فهو مؤسس العديد من المؤسسات النووية في العديد من الدول العربية، ومنها 'ابو الطاقة النووية الليبية' ومؤسس القسم الوحيد للهندسة النووية بمصر والعالم العربي، اضافة إلي بصماته في هيئة الطاقة الذرية التي تولي رئاستها اثناء إعداد البرنامج النووي في الثمانينيات وخاصة انشاء معمل الاندماج النووي الذي يمثل حاليا مستقبل المفاعلات حيث يعتمد علي وقود دائم لا ينضب وهو الماء.. ومع العالم المصري كان ذلك الحوار.
من خلال موقعكم العلمي، كيف تنظرون الي أهمية القرار المصري ببدء برناج الطاقة النووية؟
لا أجد تعبيرا للاجابة علي هذا السؤال افضل من 'حتمية' هذا القرار، لان الطاقة النووية ضرورة حتمية، وهي خيار مهم من أكثر من زاوية، ولعل ابرزها ان المصادر التقليدية للطاقة المستخدمة حاليا مثل الغاز والبترول ناضبة طال الزمن او قصر، وهناك تقديرات بنضوب هذين المصدرين في مصر خلال 40 عاما ولنا أن نتخيل الوضع اذا حدث ذلك ونضبت المصادر التقليدية لدينا ولم نعد البديل المناسب، والأمر الآخر أن هذه المصادر لها آثار بيئية غاية في الخطورة علي البيئة تكاد تصل الي تدمير البيئة.
ولذلك فان قرار الرئيس بتنفيذ البرنامج استراتيجي ويكفل الارادة السياسية لبدء العمل ¼
ولكن البعض يرفض الطاقة النووية، وينصح بالاتجاه الي الطاقة البديلة الاخري مثل المياه والرياح والشمس؟
نتائج المقارنة
دعونا نستعرض كل ذلك، اذا تناولنا الطاقة الشمسية سنجد أن انظمة توليدها باهظة الثمن، ومازالت تحت التطوير، كما أنها منخفضة الكفاءة وأكبر طاقة يمكن ان نحصل عليها من اي محطة لا تتجاوز 100 ميجاوات، وبالتالي فهي لا تفيدنا سوي في المناطق النائية والمعزولة التي لا يمكن ان تصل اليها شبكة الكهرباء.
اما توليد الطاقة من المساقط المائية، فهناك اتفاق بين الخبراء علي أنه تم الاستفادة من معظم القدرات المتاحة لدينا ولم يتبق سوي القليل الذي لن يضيف لنا جديدا، والرياح لا يمكن الاعتماد عليها مثل الطاقة التقليدية، وبالتالي يبقي أمامنا البديل النووي للطاقة الاكثر نظافة والاقل تكلفة.
ولكن هناك من يري أن اليورانيوم الذي يتم الاعتماد عليه في المحطات النووية سينضب هو الآخر؟
غير صحيح، كما ان هناك تطورا علميا كبيرا يتم حاليا سوف يصبح معه نظام الاندماج النووي هو الطاقة النووية البديلة في المستقبل لان طاقته لن تنضب، وذلك لانها وبدون الدخول في تفاصيل علمية تعتمد علي الماء، أي وقود لا ينضب.. أي انها تعيش وفقا للتقديرات الحسابية 10 الاف مليون سنة.. وقد بدأت البحوث في مجال الاندماج النووي منذ 60 عاما خاصة أن هذا الاسلوب افضل لان الوقود لا ينضب، ولا توجد فيه المخاطر الاشعاعية لليورانيوم، وكانت هناك مشاكل علمية وفنية بالغة التعقيد وتم التغلب عليها، وهناك مجموعة اوروبية ومعها اليابان تعمل علي ذلك ونجحت بالفعل في انشاء ما يسمي بالمفاعل التجريبي الدولي الحراري النووي الذي يعمل بالماء، والمتوقع بعد مرحلة التجريب ان يدخل المجال التجاري.
يثير ذلك نقطة مهمة.. هل الافضل ان نبدأ من أحدث ما يتم التوصل اليه.. ام من الأنواع التي تمت تجربتها وتأكد امانها؟
ما أراه هو أننا يجب ان نلحق بالعصر واعني بذلك اننا يجب ان نلحق بعصر الانشطار النووي، كما لا يجب في نفس الوقت ان يمر علينا عصر الاندماج النووي، ونحن لدينا منذ الخمسينيات قسم في مفاعل انشاص خاص بالاندماج النووي، ولكن المشكلة ان اجهزة هذا المجال معقدة ومكلفة لدرجة كبيرة.
وفي أحد الاجتماعات التي عقدها وزير الكهرباء الدكتور حسن يونس قلت اننا يجب ان نراعي في اختيار المفاعل ونضع في حسباننا المفاعلات الحديثة والتي اطلقت عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية اسم المفاعلات المتقدمة سواء من حيث الامان والتكلفة، ولكن الوزير رد علي وقال: هل تريدنا ان نقوم بتجريب تكنولوجيا مازالت جديدة في مثل هذا المجال؟!
مأساة الفحم
دعا بعض خبراء شعبة الطاقة في المجالس القومية االمتخصصة الي استغلال فحم المغارة بسيناء وانشاء محطة لتوليد الكهرباء فيه في الصحراء.. كيف تنظرون الي ذلك خاصة مع تقدم تكنولوجيا تقليل اثاره البيئة؟
نعم هناك معالجات تكنولوجية لتقليل الاثار البيئية للفحم، بل ووصلت التطبيقات الي تركيب اجهزة لتجميع اكبر عناصره الملوثة وهما غازا ثاني أكسيد الكربون وأكسيد الكبريت بحيث يتم اضافة الامونيا اليهما وانتاج سلفات الكربون التي تستخدم في الاسمدة، ولكن رغم كل ذلك فالفحم غير مقبول، لان الكميات الموجودة لدينا محدودة، ويكفي ان نعلم ان محطة الكهرباء تحتاج الي 10 آلاف طن يوميا، كما ان الفحم تنتج عنه نظائر مشعة خطرة علي الانسان والبيئة واقول لكم ان محطة الكهرباء قدرة 1000 ميجا التي تعمل بالفحم تنتج نظائر مشعة تعادل مائة ضعف الناتج عن محطة نووية،
افضل المحطات
يدور جدل حاليا بين الخبراء وصانع القرار حول نوع المحطات النووية في البرنامج المصري، وهل الافضل المحطات الضخمة ام المتوسطة ام الصغيرة ، فما رأيكم؟
قدرة المحطة ليست العامل الوحيد في الاختيار وكل محطة لها اعتباراتها، واعتقد انه إذا نظرنا الي قدرات شبكتنا الكهربائية سنجد أن المحطات ذات الطاقة المتوسطة من 600 إلي 1000 ميجاوات مناسبة، ويبقي أن اقول ان العامل الاهم هو مدي توافر عوامل الامان في المحطات، وهو ما يتوافر بدرجة اكبر في المحطات المتوسطة.
وكيف يمكن ان نختار انسب المحطات وخاصة من حيث معايير الامان التي تمثل الهاجس الاكبر في مجتمع يخاف من محطات تقوية المحمول؟
التطور الذي حدث طوال العشرين عاما الماضية في تصميم المحطات النووية ضخم، كما أنه يوجد حاليا في العالم منذ الخمسينيات من القرن الماضي نحو 445 محطة و 35 اخري تحت الانشاء، ولم يحدث فيها سوي حادثين الاول في تشيرنوبل خلال الثمانينيات لان المفاعل كان بدائيا وبه أخطاء في التصميم إضافة لوجود الخطأ البشري ، وسبقه عام 1979 حادث في مفاعل بقرب نيويورك في أمريكا بسبب انصهار قلب المفاعل، ويعبر ذلك عن سجل امان يقدر بنحو 7000 مفاعل/ سنة.
وقد اصبحت المفاعلات أكثر امانا وتقدمت التكنولوجيا الخاصة بذلك لدرجة كبيرة
التصنيع المحلي
ما حظوظ التصنيع المحلي في إنشاء وتنفيذ محطات البرنامج المصري؟
يفهم كثيرون بالخطأ اننا يجب ان نقوم بانشاء المحطة بنظام 'تسليم مفتاح' ، واقول لهؤلاء اننا في مشروع برنامجنا في الثمانينيات كان من شروط التعاقد الاساسية هو المشاركة الوطنية، وتم عقد اجتماعات ولجان لبحث امكانيات هذه المساهمات المحلية بعيدا عن الاجزاء النووية، وتتوافر لدينا هذه الامكانيات، والكوادر المتخصصة، وبالمناسبة فقد قال لي صديقي الدكتور أحمد محرم ان ابنه متخصص في المنشآت النووية.
الطاقة النووية 'حتمية' لأنها الأوفر والأكثر أمانا
قرار مبارك بتنفيذ البرنامج استراتيجي.. ويكفل الارادة السياسية لبدء العمل
|
عصام السباعي
تواصل 'الأخبار' سلسلة موضوعاتها في حملتها المستمرة حول البرنامج المصري لتوليد الطاقة النووية، الذي أعلن الرئيس حسني مبارك بدء تنفيذه، وتحاول رصد نقاط جديدة واثارة قضايا اخري في هذا الملف المهم لمستقبل اجيالنا القادمة
وفي حوار مع الدكتور عزت عبدالعزيز خبير وعالم الذرة اكد ان قرار الرئيس مبارك ببدء البرنامج قطع أهم خطوة وهي القرار السياسي والارادة السياسية لتحقيق هدف توليد الطاقة النووية التي وصفها بأنها الأكثر امانا والاوفر التي تكفل تأمين احتياجاتنا من قضية العصر وهي الطاقة.
وبخبرات السنين في مصر ودول العالم يأتي ذلك الحوار مع العالم المصري الذي تتعدد ألقابه فهو مؤسس العديد من المؤسسات النووية في العديد من الدول العربية، ومنها 'ابو الطاقة النووية الليبية' ومؤسس القسم الوحيد للهندسة النووية بمصر والعالم العربي، اضافة إلي بصماته في هيئة الطاقة الذرية التي تولي رئاستها اثناء إعداد البرنامج النووي في الثمانينيات وخاصة انشاء معمل الاندماج النووي الذي يمثل حاليا مستقبل المفاعلات حيث يعتمد علي وقود دائم لا ينضب وهو الماء.. ومع العالم المصري كان ذلك الحوار.
من خلال موقعكم العلمي، كيف تنظرون الي أهمية القرار المصري ببدء برناج الطاقة النووية؟
لا أجد تعبيرا للاجابة علي هذا السؤال افضل من 'حتمية' هذا القرار، لان الطاقة النووية ضرورة حتمية، وهي خيار مهم من أكثر من زاوية، ولعل ابرزها ان المصادر التقليدية للطاقة المستخدمة حاليا مثل الغاز والبترول ناضبة طال الزمن او قصر، وهناك تقديرات بنضوب هذين المصدرين في مصر خلال 40 عاما ولنا أن نتخيل الوضع اذا حدث ذلك ونضبت المصادر التقليدية لدينا ولم نعد البديل المناسب، والأمر الآخر أن هذه المصادر لها آثار بيئية غاية في الخطورة علي البيئة تكاد تصل الي تدمير البيئة.
ولذلك فان قرار الرئيس بتنفيذ البرنامج استراتيجي ويكفل الارادة السياسية لبدء العمل ¼
نتائج المقارنة
دعونا نستعرض كل ذلك، اذا تناولنا الطاقة الشمسية سنجد أن انظمة توليدها باهظة الثمن، ومازالت تحت التطوير، كما أنها منخفضة الكفاءة وأكبر طاقة يمكن ان نحصل عليها من اي محطة لا تتجاوز 100 ميجاوات، وبالتالي فهي لا تفيدنا سوي في المناطق النائية والمعزولة التي لا يمكن ان تصل اليها شبكة الكهرباء.
اما توليد الطاقة من المساقط المائية، فهناك اتفاق بين الخبراء علي أنه تم الاستفادة من معظم القدرات المتاحة لدينا ولم يتبق سوي القليل الذي لن يضيف لنا جديدا، والرياح لا يمكن الاعتماد عليها مثل الطاقة التقليدية، وبالتالي يبقي أمامنا البديل النووي للطاقة الاكثر نظافة والاقل تكلفة.
وفي أحد الاجتماعات التي عقدها وزير الكهرباء الدكتور حسن يونس قلت اننا يجب ان نراعي في اختيار المفاعل ونضع في حسباننا المفاعلات الحديثة والتي اطلقت عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية اسم المفاعلات المتقدمة سواء من حيث الامان والتكلفة، ولكن الوزير رد علي وقال: هل تريدنا ان نقوم بتجريب تكنولوجيا مازالت جديدة في مثل هذا المجال؟!
مأساة الفحم
افضل المحطات
وقد اصبحت المفاعلات أكثر امانا وتقدمت التكنولوجيا الخاصة بذلك لدرجة كبيرة
التصنيع المحلي
حسين ابورحاب- مشرف
- عدد الرسائل : 491
تاريخ التسجيل : 03/11/2007
مواضيع مماثلة
» تاريخ النادي الاهلي المصري
» المصري يتعاقد مع مدير فني برتغالي
» معلومات اكثر عن النادي الاهلي المصري.
» نتائج مبارايات الاسبوع العاشر بالدوري المصري
» متعب يقود المنتخب المصري لاكتساح السودان بخماسية
» المصري يتعاقد مع مدير فني برتغالي
» معلومات اكثر عن النادي الاهلي المصري.
» نتائج مبارايات الاسبوع العاشر بالدوري المصري
» متعب يقود المنتخب المصري لاكتساح السودان بخماسية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى