حكايات ونوادر سورية !!!

بلا مناسبة.. شن أحد الإعلاميين المحسوبين علي النظام السوري حملة استهدفت مصر ومواقفها السياسية وزعيمها الرئيس حسني مبارك!
المحزن أن الإعلامي المخضرم 'فؤاد شربجي'، رئيس التليفزيون السوري السابق، لم يتحقق أولا من صحة ما سمعه وقرأه منسوبا للنائب اللبناني سعد الحريري في المؤتمر الصحفي الذي عقده في القاهرة عقب لقائه الرئيس حسني مبارك وذلك قبل أن يكتب ما كتبه، وينحدر كما انحدر.
قيل إن الرئيس مبارك أكد أن الشعب اللبناني صاحب الحق في إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وقيل أيضا إن الرئيس مبارك طالب بإبعاد أي تدخل خارجي في هذه الانتخابات. وعلي فرض أن الرئيس مبارك قال هذا المعني لضيفه سعد الحريري فليس فيه أي إساءة للنظام السوري حتي ينبري الأخ 'شربجي' ويكتب مقالا طويلا نقلته وكالة الأنباء الإيطالية، 'آكي' يوم الجمعة الماضي يتطاول فيه علي مصر، ومواقفها، وعروبتها، وزعامتها!
مطالبة الرئيس مبارك بإبعاد التدخلات الأجنبية عن الانتخابات اللبنانية هي نفسها التي سمعناها من كل الزعماء والحكام :العرب ، وغير العرب.
فمثلا..
المؤتمر الدولي الخاص بالعراق الذي عقد منذ أيام في اسطنبول بتركيا علي مستوي وزراء خارجية: سوريا، والسعودية، ومصر، والأردن، والإمارات، وفرنسا، والولايات المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية:عمرو موسي أصدر بيانا علي هامش القضية الأساسية، العراق، تعرض فيه للأزمة اللبنانية معلنا:'أن التدخل والترهيب في العملية الانتخابية في لندن غير مقبولين'.
وبالطبع.. صدر البيان بدون توقيع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفي الوقت نفسه لم يعترض علي ماجاء فيه.. بدليل ما قاله وزير الخارجية الفرنسية 'برنار كوشنير' لوكالة الأنباء الفرنسية بأنه: 'أبلغ نظيره السوري وليد المعلم بلهجة واضحة وحازمة ضرورة إجراء انتخابات الرئاسة في لبنان وفقا للدستور وتجنبا للسيناريو الأسوأ والسقوط في الفراغ'. وأضاف الوزير الفرنسي قائلا: 'لقد حذرت سوريا بوضوح شديد عبر وزير خارجيتها من حدوث فراغ سياسي قد يتحوٌل إلي زعزعة لكل المنطقة ولن يكون مفيدا لسوريا بشكل خاص'. واختتم وزير الخارجية الفرنسية حديثه مع نظيره السوري وليد المعلم مشددا علي أن فرنسا ليس لها مرشح للرئاسة اللبنانية، لأن الشعب اللبناني هو وحده الذي يرشح من يشاء ويختار من يجمع عليه. وطلب 'كوشنير' من 'المعلم' عدم التدخل الخارجي في لبنان، وعدم تهديد أمنه واستقراره، كما طالب بضرورة قيام علاقات دبلوماسية بين دمشق وبيروت علي مستوي السفراء وذلك بعد انتهاء الانتخابات اللبنانية مباشرة.
المثير للدهشة أن وليد المعلم لم يعترض علي كل ما سمعه من نظيره الفرنسي، بل علي العكس سارع بتأييده وزاد عليه مطالبا بوجوب إجراء الانتخابات وفقا للدستور اللبناني، وضرورة أن يحظي الرئيس القادم بأكبر تأييد ممكن من اللبنانيين، والأدهش من هذا أنه لم يطلب من الإعلامي النحرير 'فؤاد الشربجي' أن يكتب مقالا يهاجم فيه وزير الخارجية الفرنسية، ويتطاول بالمرٌة علي الرئيس نيقولا ساركوزي (00).
والتحذيرات الفرنسية لم تكن وحدها التي تلقاها وزير الخارجية السوري 'وليد المعلم' فقد نال نصيبه، أيضا، من نظيرته الأمريكية 'كوندوليزا رايس' التي التقت به علي هامش مؤتمر اسطنبول وأسمعته ما يرضيه، وما لا يرضيه..
.. وهذه حكاية أخري.
منقول من جريدة الاخبار العدد 17333 ليوم 8-11-2007 للكاتب الكبير ابراهيم سعدة .